Scroll Top

الاتصالات الفضائية

مساهمة الشق الساتلي في عرض الربط الوطني بالانترنت

تتحدد وظيفة تكنولوجيا الاتصالات و فائدتها من خلال قدرتها على ربط و جعل الأفراد و المنظمات يتفاعلون في أي مكان وفي أي وقت. ومع ذلك، لا تزال هناك مناطق نائية لا تغطيها شبكات الاتصالات التقليدية، السلكية و النقالة.

بصفة متكاملة و متناسقة مع القدرات التي توفرها الشبكات الأرضية، يبرز الشق الساتلي كحل يضمن موارد إضافية لتغطية احتياجات الربط بالإنترنت، يوفر مزايا التغطية الواسعة في العديد من المواقع النائية، المنتشرة على مسافات كبيرة، بغض النظر عن الموقع التي يغطيها القمر الصناعي، بما في ذلك في البحر أو في الصحراء أو في المناطق الريفية المفتوحة، فضلا عن انخفاض كبير في حدوث انقطاعات الشبكة، مقارنة بالشبكات الأرضية. و تستخدم الدعامة الساتلية، أيضًا، كحلقة اتصال احتياطية للأنظمة الحيوية مثل مواقع التعدين المستقلة البعيدة و المنشآت الطاقوية الأرضية أو البحرية.

ٳدراكا منها لأهمية الشق الساتلي و طبيعته الإستراتيجية البارزة في عرض الربط الوطني الوطني بالإنترنت، مع استشرافها للأثر الذي لا يمكن إنكاره من حيث آفاق التنمية الاجتماعية و الاقتصادية و إدماج المواطنين في مجتمع المعلومات، المترتب عن هذه التكنولوجيا، مع الأخذ بعين الاعتبار خصوصيات ٳقليم وطني على قدر من الشساعة و التنوع من حيث التضاريس هذه التكنولوجيا، تولي السلطات العليا للبلاد اهتمامًا خاصًا لتطوير قدرات الاتصالات الساتلية.

و لا أدل على ذلك، التوجيهات المقدمة من طرف السيد رئيس الجمهورية خلال اجتماع مجلس الوزراء المنعقد في 15 أكتوبر 2023، المتمحورة حول ضرورة ضمان تدفق و ربط بالانترنت ذي جودة اكبر لتحسين مستوى الخدمات في القطاعات الحيوية، عبر الاستناد، لاسيما، على استغلال التقنيات الساتلية، و التي وجهت الحكومة بصددها لٳعداد مخطط عمل شامل تتويجا لمهمة تفكير اوكلت لقطاع البريد و المواصلات السلكية و السلكية.

و تندرج هذه التوجهات في إطار تثمين  وتعزيز القدرات و المكاسب التي حققتها الجزائر، والتي ترجمت، لاسيما، في إطار البرنامج الوطني الفضائي المعتمد سنة 2006، والذي يمثل الأداة المرجعية في مجال السياسة الفضائية للبلد.

بقيادة من وكالة الفضاء الجزائرية (ASAL)، و بتطبيقاته المتصلة بمجالات الموارد الطبيعية والتنمية والبنية التحتية و التجهيزات، و كذا الوقاية من المخاطر الكبرى و إدارتها، يتيح البرنامج، من بين أمور أخرى، خدمات الاستشعار عن بعد عبر الأقمار الصناعية، وتوطين الأقمار الصناعية، وخدمات الاتصالات الفضائية، ونظم المعلومات الجغرافية، مما يوفر للقطاعات الوطنية المختلفة أدوات قوية لاتخاذ القرار.

تتوفر الجزائر على خمسة (5) أقمار اصطناعية: ألسات -2 أ، ألسات 5ب، ألسات – 1، ألسات – 1 ب، التي هي أقمار متابعة، و ألكوم سات – 1 الذي هو قمر اصطناعي للاتصالات.

وفي ما يتعلق بشق الاتصالات، و تحت إشراف قطاع البريد و الاتصالات، ينشط المتعامل اتصالات الجزائر  الفضائية، و تكمن مهمته الرئيسية في تطوير و تشجيع الاتصالات الساتلية، و دعم المؤسسات والإدارات في تطوير شبكات اتصالاتها.

بفضل الكفاءات التقنية و التسييرية التي تزخر بها التي تجعلها قادرة على القيام بالدراسات و التركيب و صيانة المعدات، توفر اتصالات الجزائر الفضائية مجموعة من الخدمات الساتلية، بالاعتماد على المنصات الموجودة في المحطة الفضائية للأخضرية.

من بينها :

  • خدمة VSAT (محطة ذات فتحة صغيرة جدًا) والتي تتيح الربط البيني عالي التدفق بين عدة مواقع تقع في مناطق معزولة (المواقع الريفية، الجبال، الصحراء، المعدات المتنقلة البرية، الطيران، إلخ) أو في المناطق التي تفتقر إلى البنية التحتية الأرضية للاتصالات ( المناطق غير المجهزة، المناطق المنكوبة، و ما إلى ذلك)؛
  • تحديد الموقع الجغرافي للمركبة.
  • تقنية التخاطب المرئي عن بعد.

و يخضع تقديم خدمة VSAT إلى الحصول على ترخيص ممنوح من قبل سلطة ضبط البريد والاتصالات الإلكترونية، وفقا لأحكام المرسوم التنفيذي رقم 01-124 الصادر في 15 صفر عام 1422 الموافق 9 مايو سنة 2001، يتضمن تحديد الإجراء المطبق على المزايدة بإعلان المنافسة من أجل منح رخص في مجال المواصلات السلكية واللاسلكية.

و لما ارتقي به، من قبل السلطات العليا للبلاد، إلى مصف مورد مهم في المقاربة الوطنية للتحسين المستمر لجودة الربط بالإنترنت، فٳن الشق الساتلي محاط بعناية خاصة في إطار مخطط عمل القطاع، و يظل ملفا هاما يجند جهود التفكير و الاستشراف المتعمقين من قبل الكفاءات القطاعية.